الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

تجليات ادبيه 18

تعودت سريعا على تلك الحاله , فهى ليست بجديده , فمنذ زمن ليس بطويل كنت اشعر بها و دائما اول مره هى اصعب مره , انما انا الان اعرف توابع تلك الحاله و نتائجها , من ابدع مقوله " سخريه القدر " و " الكوميديا السوداء " هو شخص تعلم الدرس جيدا

ارتديت قميص و بنطال و اخذت طريقى إلى الشارع , ركبت سيارتى هائما لا اعرف إلى إين تأخذنى , امام محل لصنع القهوه كنت قد عرفت الاجابه , لا يوجد مانع من احتساء فنجان قهوه اصلى

المكان ليس واسعا , بعض الطاولات يجلس عليها رجال و نساء فى بدايه الثلاثين , وجدت طاوله فارغه بها كرسى وحيد بجانب لوح زجاج كبير يكشف الشارع بأكمله و كأن من قام بترتيب المكان يعلم بقدومى وحيدا

جلست و وضعت ساعتى و علبه السجائر و المحفظه و مفاتيح شقه و سياره ترقد فى سلام امامى , بعد لحظات وصلت القهوه و رائحتها قبلها , سكر زياده كما احبها , اشعلت سيجاره فى صحتها و صحه الكرسى المفقود و شرخ لم يلتئم

قطرات المطر تنهمر امامى على اللوح الزجاجى و عين شارده فى الذكريات و المواقف , على قدر المستطاع سوف احاول ان اكون رومانسى و عاطفى و اذهب من ذلك المكان قبل ان لزرف كئابتى اليك عزيزى القارئ !

الأربعاء، 21 أغسطس 2013

تجليات ادبيه 17

بطلت اجري ورا معرفه الناس من كام سنه كده ، و بطلت اعمل كل حاجه عشان يفضلوا موجودين في حياتي ، ده انا كمان بطلت اسأل عليهم ، و باب معرفه الناس الجديده قفلته

في اخر السكه كله بيمشي ، الموت و الظروف هما اللي دايما بيفوزوا ، صحابي هيروحوا و ابويا و امي بعد عمر طويل هيروحوا ، ده غير الناس اللي اصلا راحت

قدره الاستمتاع بالحاضر بقت في الحمام و انتظار النهايه بقي الهدف كله ، الحياه عباره عن حاضر طويل ، بيتحقق في الماضي و المستقبل

مش عارف اذا كنت زمان عاقل و اتجنن او مجنون و عقل ، بس مفتكرش ان علاقه عاطفيه انتهت من ٣ سنين ممكن تكون دي اثارها .. حتي لو كانت فأنا محتاج اتعالج !

لا تدع هذا الحديث يؤثر فيك عزيزي الفرند ، فأنت احسن من هذه الحاله بكثير !

تجليات ادبيه 16

الواحد قريب جدا هيرجع للفتره البايخه اللي بيعشها مع نفسه ، الفتره اللي بين الانتقال من مرحله لمرحله ، فتره الانتهاء من الدراسه الجامعيه و الانتهاء من اصدقائك و لقائتهم و قبل ذلك الانتهاء من عاطفه قديمه و الانتهاء من عدم شيل المسؤليه

فتره تعيد فيها ترتيب الاوراق و تسطيب حياتك من جديد و مسح احداث و اشخاص من الذاكره لكي تستقبل كل الجديد في المستقبل ، فتره قد تطول او تقصر او حتي تبقي معك إلي النهايه ، تظل وحيدا و تنظر إلي وجهك في المرأه و تقوم بالحفاظ علي مستوي نمو لحيتك حتي تتخذ منها رفيق ، فتره تؤلم من ليس له اصدقاء دائمين و ربما من احتلوا بعض اجزاء القلب و هم عددهم ع الاصابع ، تأتي الظروف لكي يرحلوا

فتره ليست جديده فالحياه عندي فتره طويله !

تجليات ادبيه 15

كان جالسا بجانبي ، العربه الثامنه ، مقعد 93 ، في اواخر العشرينات ، يرتدي قميص و بنطال و لا يوجد بأصابعه دبله تدل علي ارتباط ، ساعته في يده اليسار عقاربها تدور في بطئ كأنها تستعد كي ترقد في سلام

عيناه سارحه في الماره و السيارات و الاراضي الزراعيه الكثيره ، عينان حزينه و شفاه تميل إلي اسفل في اسئ عميق ، يكاد لا يأخذ انفاسه الا عندما يشعر بأختناق ، منفصل عن العالم ، رد فعله ابتسامه بسيطه ولا يتحدث كثيره ، بداخله عالم مزدحم و به يدور ، اسلاك رأسه احترقت من كثره التفكير ، نعم هو في عالم اخر

انا في بدايته !

تجليات ادبيه 14

كعادته طلب قهوه ، قام بأخراج كيس التبغ و دفتر البفره و فلتر و لف سيجاره محشوه ، اشتعلت و اشتعل معها ، اطلق دخانها يتراقص و يتمايل في الهواء ، جاءت القهوه و رشف منها بعض القطرات و صوت فيروز في اغنيه "ايه في امل"

حجره بها سريران و تلفزيون و شرفتها مطله علي البحر ، زجاج الشرفه شفاف و من الداخل ستاره معلقه بها فتحات يدخل منها اشعه الشمس ، صوت ارتطام الامواج الخفيفه يأخذك إلي عالم اخر

ألتفت إليها و هي نائمه علي السرير، ترتدي اشياء تكاد تستر مفاتنها، جسدها متناسق و شعرها اطول من قصائد نزار قباني ، خصله مجنونه حمراء اللون تسير بسرعه 160 كيلومتر في الساعه داخل شعرها الاسود

وجهها مميز مع وجود شفتيها الممتده و اسنانها المتلاصقه في خشوع ، عندما تبتسم يتوقف القلب عن العمل لعده ثواني و بعد طرقه عده مرات يعود ، اصابعها المنمقه و جلدها اشياء لا تجدها الا في العصر الفاطمي

انا و هي و البحر و الشمس و لن اخبرك الباقي.. الباقي يا استاذ ، باقي الفلوس بتاعت القهوه ، انتهت القهوه و رقدت باقي السيجاره في سلام و رحلت فيروز من علي المسرح بعد الانتهاء من اغنيتها وسط تسقيف حار من الحاضرين !

تجليات ادبيه 13

طوال اربعه سنوات من العزله الاختياريه و البحث عن من انا و معالجه فقدان شئ ما , لم تطرأ قدم احد ارضى الجرداء التى تعانى من فقدان الماء و اللون الاخضر , اشعه الشمس تلفحها كل يوم و تزيد من شقوقها , رياحها ساخنه تحرق الوجه و قمرها ليلا يتوارى خلف ضباب كثيف , نجوم سمائها تساقطت و تركت خلفها حفر و بقع شديده الاتساع

ارض بلا سور ولا ابواب , لا يعرف لها احد مكان , لعنتها ألهه الفراعنه و اليونان , ارض لم تنزل عليها الديانات ولا اتى اليها احد من الانبياء , ارض كفر صاحبها بها و فشل التحرر من قيودها , سلاسل و اغلال تربطه بها , تلفحه الشمس كل صباح و يلعنه القمر فى المساء !

تجليات ادبيه 12

لم تكن مصادفه كما يظن البعض , الثانيه و الربع ظهرا , فى طريقه للخروج بعد الانتهاء من يوم روتينى جديد , يلعن حراره الجو و قميصه و قطرات العرق على جبينه , اثناء وقوفه بجانب سيارته يزيل من عليها ورقه بها مخالفه مروريه لركنها صف ثانى 

وجدها قادمه تنظر اليه , اسقط المخالفه و تبخر العرق و انتعش قميصه من رعشه خرجت من جسده , كانت ترتدى قميصا ابيض واسعا و بنطال اسود ضيق عند خصريها فضفاضا اكثر كلما اتجه الى اسفل , اقتربت بأبتسامه اقرب الى ابتسامه دهشه و مفاجأه

ماذا تفعل هنا ؟! , سألت و كعادته رد الاجابه بسؤال , بل انتى ماذا تفعلى هنا ؟! , كانت تحمل كيسا اسود به زجاجه مياه غازيه و بعض الحلويات و يديها بها عده جروح من اثار سكين مطبخ لعينه جرحتها عند تقطيعها الخضروات , خديها و شفتيها بهم بعض الاحمرار حتما تعانى من البرد

كانت ذاهبه الى شخص يسكن صابعها قبل الاخير من يديها اليسرى , و انت الى اين ذاهب ؟! اجابت : كعادتى الى المنزل لكى اجلس و اكتب مثل هذا الكلام !

تجليات ادبيه 11

وضعت كوب الشاى بجانبى و فتحت صفحتى على الانترنت , نظرت الى كلمات اصدقائى و امنت عليها كلها بضغطه من زر الاعجاب , منهم من كان يحتفل بأنتهاء رحلته التعليميه و منهم من كان يكتب وصيته الاخيره الى اصدقاء المرحله و البعض الاخر كما هو يتلوع بين فراق الحبيب و لوعه الشوق

مع قراءه كل جمله كانت تفلت منى ابتسامه خفيفه , حتى الان لا اعرف سببا لها , ماذا الان ؟! , يجب ان اشاركهم الاحتفال , وضعت اصابعى على لوحه المفاتيح و اخفضت صوت فيروز قليلا و لم انسى ان اتجرع اخر 5 سم من الشاى

محدق فى الشاشه لأكثر من 10 دقائق كمراهق لأول وهله يلمس يد فتاه فى سلام عابر , لم اجد شئ اكتبه فالجميع قال كل شئ , تنهدت ثم اقفلت صفحتى على اصبعى و قمت ملدوغا من الألم محدثا نفسى : لا داعى لكتابه شئ سأحتفظ بالأوقات السعيده التى بيننا فى درج مكتبى مع اخواتهم , على الاقل لا يضيعوا داخل ذاكرتى الخربه !

الاثنين، 19 أغسطس 2013

تجليات ادبيه 10

كان يسمع من امه و هو صغير ان الانتحار حرام , هتروح النار , ظلت تلك الكلمات ترن فى اذنه حتى اكمل الثلاثين , هل انتهت فتره الشباب ام بدأت ؟! , لم يهتم بالحصول على اجابه لان حالته كانت ابلغ رد , الحاله الاجتماعيه : اعزب , ليس بسبب الماده او ضيق الحال انما بسبب مر التعلق بأشخاص رحلت منذ زمن

قلبه كاد ان يعلن عن صمته اكثر من مره صدم فيها برحيل شخص احبه و عشقه , هل كانت اختيارته خاطئه ام حظه هكذا ؟! , ايضا لم يهتم بالحصول على اجابه , تذكر كلمات امه عن الانتحار و اخذ يفكر فى طريقه مبتكره للرحيل عن الحياه و تقديم روحه الى الله قبل اوانها

هل يقطع اوردته ام يأخذ جرعه دواء زائده ام ينقلب بسيارته كأى سائق محترم ؟! , فقط هو يريد ان يكون مبتكر , وقف امام المراه و ارتدى افخم ملابسه , تعطر و صفف شعره و حدد دقنه و خرج الى اعلى قمه ترى البحر قبل غروب الشمس , تمشى حتى و صل الى الحافه

و قبل ان يفعلها , هم بفتح سوسته بنطاله و قام بأسقاء البشريه من شلاله الساخن , طرطره فى صحه من رحلوا و من باعوا و من خانوا , بعد الانتهاء من تفريغ خزانه , اغلق سوستته و اعطى ظهره الى الحافه و البحر و الشمس و القى بنفسه الى الصخور لكى تمزقه و الى الامواج لكى تكفنه !

تجليات ادبيه 9


جالسا امامها واضعا يده مرتفعه على الطاوله امام وجهه و اصابعه متشابكه يحتمى منها و من كلماتها , ساقه اليمنى تهتز بأنتظام لسان حال يقول فقط اريد الهروب , هى جالسه و قريبه يكاد نهديها ان يلامس احرف الطاوله , يديها منبسطه تتحرك مع حديثها و احيانا تلامس اطراف اصابعه و احيانا تقول حبيبى بدون وعى

كلماتها صادقه و شكواها مؤثره , تحمل بداخلها مراره الحياه الجديده و معرفه قديمه جالس امامها , مازالت تستطيع ان تبتسم و تضحك , نوع طلاء الاظافر التى تضعه لم تغيره ان لم يعد لونه كالون الشمس , رائحه عطرها كما هى و رسمه عيناها لم تتغير , لقائها كان يحمل الكثير من ذكريات الماضى

قميص و بنطال و حذاء رسمى هكذا اصبح مظهره الخارجى , شعر قصير و لحيه ابقى الحفاظ على طولها , مازال يضع العطر الذى اهدته اياه فى مناسبه سابقه مع قبله حاره و كل عيد حب و انت طيب , لا يوجد بمعصمه شئ يدل على ارتباطه , معلق برقبته سلسله جاهد كثيرا لكى يخفيها عن انظارها اثناء جلوسهم حتى لا يذكرها بشئ انتهى بينهم

ظل مستمعا و لم يتكلم حتى رن هاتفها معتذره , جاء ميعاد الرحيل للحياه الجديده , اتمنى ان اراك دائما سعيدا , قالتها و هى تعلم ان امنيتها لن تتحقق , رحلت ساحبه معها عطرها و طلاء اظافرها و ذكرى ايام مضت !

تجليات ادبيه 8

درجه الحراره ترتفع ببطئ ، اشعر بصهد يخرج من جسدي و العرق ينصب من علي جبيني و قطراته تسيل علي السرير ، غارق في النوم او شبه نائم ، احلم ام اعاني كابوس ، لا اعلم ، حواسي مستيقظه بعنف شديد تلتقت كل المثيرات ، سهم الهواء الخفيف علي وجهي و صوت صرير النافذه يمينا و يسارا تتراقص مع الريح و صوت موتور الماء يرفع للدور السابع

نائم مغروس بقلب السرير يكاد ظهري يلامس الارض ، قابعه فوق صدري واضعه يديها علي وجهي تزيح قطرات العرق ، صوت دقات قلبي بدأ يرتفع ، لا اراها ، عيني ثقيله حتي الموت ، رائحه عطرها حيه تلتف حول عنقي ، بؤبؤ العين يدور كمن وقع فريسه لأحد الاسود

اشعر بنهديها و ارجلها فوقي ، لا استطيع ان اتنفس ، اريد ان استيقظ ، يدي اليمني تتحرك ككفيف يشق طريقه داخل غرفه مظلمه ، لن تأخذ روحي ، لن اذهب معها ، لن استسلم ، صوت المنبه يصرح في ارجاء الحجره ، نظرت له و ضاقت عيناها و اشتعلت غضبا ، تتوعد ان تأتي مره اخري ، قمت ملدوغا كمن قرصه عقرب اتحسس رقبتي و صدري و اراقب هروبها من بين ثنايات النافذه قائلا : ارجوكي لا تعودي !

تجليات ادبيه 7


الساعه الحاديه عشر صباحا ، استيقظت قهرا من نومي بسبب ألم ظهري و موقف احمق من ليله امس ، قمت من سريري متخذ طريق الحمام ، دش سريع و تحديق لعده ثواني في المراه ، قبل ان اقوم بفتح النافذه نظرت من بين ضرافها هل جارتي المشتاقه واقفه تنشر غسيلها ام لا

عندما اطمئنت لعدم وقوفها ، فتحت النافذه داعيا الشمس علي فطار و كوب شاي و كعادتها لبت الدعوه ، واقفا امام الثلاجه فاتحا بابها لا افعل شئ كعاده اي مصري شريف ، اغلقتها و قمت بعمل شعريه سريعه التحضير

الساعه الثانيه عشر و الربع ظهرا ، بدأ الملل يحتل جسدي و جزء من الشقه ، انهيت بيدي كل علاقه تربطني بكائن بشري علي وجه المسكونه ، بدايه من اصدقاء الطفوله حتي اخر فتاه دخلت حياتي ، رفاق الطريق الان هم اغاني الراديو و زجاجه البيبسي علي القهوه و ازاي نخلي بكره احلي

تخليت عن النيكوتين و القهوه و منير ، ثلاثه اشياء قطعتها مع انهاء علاقتي ببني ادم و حواء ، حددت معالم حياتي بقلم ازرق بريما و مسطره ثلاثون سم حتي لا اغير فيها ، العمل و بيتي و الوحده ، كانت علاقتنا قد تأثرت و اراد البعض ان ابتعد عنها و لكن هيهات

الرابعه بعد الظهر ، التاسعه مساءا ، الخامسه فجرا ... !

تجليات ادبيه 6


وحدها الاماكن هي التي تؤثر في الذاكره ، ربما معرفتك لشخصيه او اثنين ، ثلاثه و اكثر من ذلك تهريج ، ثلاثه تبقي الذاكره عليهم و تمسح الباقي ، امامك في كل مكان ، اثناء نومك و داخل احلامك ، خلال تناولك الطعام و قيادتك للسياره في محاوله منهن لأنزالك تحت عجلات ترله سائقها نائم ، تتمايل اشكالهن مع دخان شيشه فاخره فوق رصيف علي كرسي بلاستيك اخضر و طاوله بها فنجان قهوه و كوب ماء

ادرك حقيقه امور كثير مبكرا فبدأ اكبر من هيئته بعشرون عاما ، تتكرر امامه مشاهد كثيره مع اشخاص لا يعرفهم و يعرفهم ، لن ينصح احد و يجنبه لبس الخازوق فامتعه تجربه ألمه كفيله بعدم جلوسه علي اي كرسي طوال حياته ، من يري الصوره يعتقد انه خسر كل جولاته لكن الشيطان يكمن بالتفاصيل ، ضحكه عاليه يصدرها في النهايه و بعدها ينكسر بداخله شئ ، اعتقد انه اصلحه بأمير ثمنه جنيه و ربع

لا تخلو علاقه من وجع القلب ، هذه المره لم يكن السبب ، بداخله فقط حس المغامره ، لن يفعل كما فعل عمر الشريف للفوز بفاتن حمامه ولا يعيش دلال سعاد حسني في قمه مجدها ، و لن يكون اول من ركب البيجو في السبعينات ، ابتاعده عن الناس كان الشئ الوحيد الصحيح الذي فعله ، طفل صغير يمكن ان يخرب عليك عزلتك ، فما بالك بفتاه صارخه الانوثه

بداخل مجتمع متطفل و فضولي و يعشق النميمه بطبعه يجب عليك ان تنعزل و تبني الاسوار و تكهرب جرس الباب ، اللعنه علي امثالكم لا يستحقون الحياه ، فقط نكتفي برفع شعار المرحله متسائلا : اذا كانت الدنيا مسرح كبير ، فأين يجلس المشاهدون ؟!

تجليات ادبيه 5

حمدلله على السلامه , قالتها و هى تغرز حقنه داخل محلول معلق وجد طريقه داخل عروقى , غرقه حوائطها بيضاء و تلفاز صغير معلق , على اليمين نافذه و ستاره بلاستيكيه و لوحه معلقه بها منظر طبيعى و على اليسار الحمام و باب الغرفه و بالامام كرسيان لزوار لن يأتوا , غارقا فى الجبس و الخياطات و صداع ترك العالم كله و مسك رأسى

سألتها : هو حصل ايه ؟! , استريح دلوقتى .. قالتها بأبتسامه مريحه , و قبل ان ترحل , امسكت يدها البيضاء الناعمه , مكررا : معلش عايز اعرف ايه اللى حصل ؟! , لم تجد طريقا للهروب , انا عندى مرور دلوقتى هخلص و اجى احكى ليك , هززت رأسى موافقا و انا لا اشعر بشئ سوى صداع قاتل

خاصيه ارجاع الشريط توقفت عندى , لا اتذكر اى شئ , لا زائرون ولا ورود ولا كروت تتمنى الشفاء العاجل , اشعر بأنى ولد هكذا , بعد انتظار ساعات طويله وجدتها قادمه و تحمل فى يديها علبه عصير , سحبت كرسى و جلست بالقرب منى , بعد شفائى يجب ان اطلب يدها , وضعت الماسوره البلاسيكيه داخل علبه العصير و بدأت تشرب

صدمه كادت تقف قلبى , نظرت بضحكه عاليه فى محاوله لانزال حاجبى الايمن , انت ممنوع عنك السوائل لغايه ما المحلول يخلص , بعد مفاوضات سريعه مع حاجبى انزلته و هدأ , هو ايه اللى حصل ؟! قلتها متسائلا

اعتدلت فى جلستها و قالت : حادثه عربيه , طلعوا العربيه بتاعتك من تحت تريله كانت واقفه على جنب الطريق و بعد كده طلعوك , الناس بتقول انك لبست فيها بكل سرعتك , معجزه انك لسه عايش , قاطعتها و انا احاول اعاده المشهد : طيب انا حصلى ايه ؟!

تنهدت ثم قالت : كسر فى الظهر اخر فقرتين , شرخ فى الحوض , خلع فى الركبه اليمين و الكوع الشمال , ارتجاج فى المخ و فقدان ذاكره مؤقت . شرت بنظرى ناحيه النافذه قائلا لنفسى : هذه مجموعه حوادث و ليست حادثه واحده , انتهيت

اكملت : حالتك مستقره بس هتشرفنا هنا كتير , عاجلتها : محدش سأل عليه ؟! , قالت : انت بقالك هنا اكتر من شهر فى غيبوبه , محدش سأل عليك خالص , اغمضت عينى و انا ألعن نفسى عن سبب سؤالى لها عن حالتى و ماذا حدث , قامت من على الكرسى قائله : استريح دلوقتى

و قبل ان تفتح باب الغرفه و تخرج قالت : اه افتكرت , احنا ملقناش معاك لا بطاقه ولا موبيل ولا اى حاجه تثبت شخصيتك , انت مش فاكر اسمك ايه ؟! , هززت رأسى نافيا , اى لا اعرف , خرجت و خرجت روحى من جسدى معها , من انا ؟! سؤال سوف ابحث عن اجابته كثيرا !

تجليات ادبيه 4

ترام رقم 2 العربه قبل الاخيره ، المتجه من محطه الرمل إلي جناكليس ، واقفا بجانب النافذه و ممسك بيدي عامود وجد مكانه مع صنع العربه ، اتخذ منه مسندا ، لسبب ما اردت ان اذهب إلي مكان كان يجمعنا سويا ، فلانا في كل محطه بصمه

شردت بنظري سارحا في اسلاك الكهرباء و السيارات المرصوصه علي جانبي الطريق ، ماذا سأفعل عندما اصل ، هل انظر إلي هذا المكان الذي كان يجمعنا يوما و انا اتناول الايس كريم ، ام اطلب من المحافظه اصدار قرار بهدمه ، ذهابي إلي هناك كان تلبيه لدعوتها لي في المنام ، اريد ان اراك هناك يا فتي ، كعادتها تستخدم طرق مبتكره

وصلت إلي هناك و عيني تبحث عنها بجنون ، وجه مستدير و انف و فم متواضع و جسم ملفوف و احمر شفاه صارخ ، كل هذا كان متمثل بها ، واقفه الناحيه الاخر في انتظار شخص ما ، تهلل قلبي ، انا ، انا

اخذت طريقي إليها و قبل ان ألمس يديها ، قمت ملدوغ من جرس الهاتف ، رغم غريب ، ألو ، البقاء لله !

تجليات ادبيه 3

الاسكندريه دائما هي الحل رغم كم الذكريات السيئه التي ارتبطت بها ، في مكان ما امام البحر كان جالسا و طاولته بجانب الزجاج الذي يكشف السيارات المسرعه و صوت الامواج الذي يصدر من أله البحر عند اصدقائه اليونان و الرومان

قهوه تركي و سجائر محشوه و كوب ماء و هاتف لا يرن ، حاله من الصوفيه تملا المكان مع لحيه ثقيله و شعر مصفف بعنايه و نظاره شمسيه يري العالم من خلفها لعله يتغير و لكنه اصبح كئيب اكثر ، قميص و بنطال و حذاء كلاسيكي و عطر سألته النادله علي اسمه

ظل صامتا ينظر إلي البحر و ذهاب الشمس إلي النصف الاخر ، السنه الثانيه له بعد ان قطع كل سبل الوصول إليه حتي وظيفته ، انتقل إلي فرع اخر لا يعرفه احد هناك ، حبست روحه في الماضي و حكم عليها بالسجن مدي الحياه لأخطاء اقترفتها و سمح له ان يغادر بدونها

فأصبح كائن لا يشعر ، لا يحزن ، لا يحب ، لا يكره ، لا يفرح .. صامت ، عزيزتي لا تهدي حبيبك عطرا يذكره بك كلما وضعه بل اهدي روحك .. من فضلك احتفظي بالباقي !

تجليات ادبيه 2

يأتي المساء و يختفي القمر من السماء و رائحه اخشاب محروقه تملئ الجو ، بقايه روايه لم تكمل و بطله كاد البطل ان يتعلق بها ، اطفأت نور الغرفه و تلقيت تعزيات نفسي بأني اري جزء من البحر من نافذتي بعد ان اختفت قمه مبني سان استيفانو بعد طلوع برج خمسه عشر دورا امامه ، المبني الذي يحمل مكانه خاصه داخل قلبي

لا احد من الجيران يلتفت إلي المعذب الذي عاد يدخن النيكوتين بشراهه و يشرب القهوه و يسمع منير ، واقفا بالنافذه ألقي بأوراقي بها ذكريات مكتوبه علي اسطر من الايام و السنين ، غير نادما علي الاحداث المأسويه التي اصبحت تحمل الجانب الكوميدي لتكرارها مره اخري

مازلت اتفاعل مع المسلسلات و اشتم و اصيح في الممثل عندما يقوم بشئ غير متوقع ، اجد ما ضاع او ما لم اجد فرصه في ممارسته بمسلسل لحظات حرجه بأجزائه الثلاثه ، رجعت خطوات إلي الخلف و ليس خطوه واحده و هدمت كل ما تم اصلاحه بداخلي طوال فتره نقاهتي

نسجت خيالاتي كخيوط العناكب و عشت بها ، نفسي اعذبها و اجلدها كل يوم عقابا علي اخطاء اضاعت بها حياه كامله ، سعادتي تكمن في هذا الكلام الذي تقرأه !

تجليات ادبيه 1

علي باب غرفتي يوجد صوره لي و انا في مرحله الثانويه العامه ، ارتدي قميص ازرق و مصفف الشعر و حليق الذقن و اتذكر وقتها كنت هاربا من درس اللغه الانجليزيه للمره الثالثه علي التوالي و تقبل المدرس عند عودتي فيلم قصير من اخراجي

امسكت الصوره و نظرت إلي وجهي في المراه ، كان اخر لا يمت بصله للصوره رغم ان ما فات هو خمسه سنوات فقط ، اصبح كئيبا ، عابسا ، لا اتحدث ، نادرا عندما اضحك و ابتسامه صفراء تنهي احاديث ممله ، دقن لم يعرف الموس طريق لها ، نوعا ما تشعرني بالأمان

تدمع عيني عندما انظر إلي نصف كوب الشاي الذي لا استطيع اكماله و نصف الرغيف الذي اترك اكثر من نصفه و طبق الارز الذي اغرف منه معلقتين لا اكثر ، ابتعدت عن اللحوم و الاسماك و اعيش علي المياه و بعض النواشف و المعلبات

اتذكر يوم كنت اضع رأسي علي الوساده اغرق في النوم ، اما الأن دائما بعد الرابعه فجرا تغمض عيني لساعات كلها كوابيس و احلام عنيفه و اصحو علي الحاديه عشر اشعر بألم شديد لا سبب له ، نظر إلي حالتي جاء الشيطان يعلن لا انه ليس له يد فيما يحدث لي و الله دائما يحب البشر

فأدركت ان المشكله بداخلي و الحل معي وحدي و انا فقط من استطيع ان اخرج نفسي من هذه الحاله .. و لكني كعابد بوذي ناسك اكره التغير !