الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

الحل رومانسى !


 
   هل أخبرتك يوما عنها ؟! , هل تعلم أن من يُحب يريد أن يحكى للجميع عن محبوبته و عن مدى حُبه لها و كيف أنه أختار ملكه جمال الكون ؟! , هل رأيت عينه التى تلمع عندما يتذكرها أو عند مجئ سيرتها ؟! , هل شاهدته و هو سعيدا فرحنا كأنه أمتلك الكون كُله ؟! , هل بحثت داخل هاتفه عن رسائلها الكثيره و صورها ؟! , هل شاهدت خواطره التى تملئ كشكول دراسته ؟! , هل رأيته شاردا بعيدا يبتسم بدون وعى ؟!

   هذا هو العاشق هذا هو أنا عندما أحُب !

   لم يكُن سمعها جيدا , عندما كنا نجلس معا , كُنت أقترب منها كثيرا حتى أستطيع أن أوصل كلامى و حديثى بصوره واضحه و صحيحه , أراقب تعابير وجهها عندما تصل إليها الكلمات و تفهمها بشكل جيد , أتساع فى عيناها ثم تورد خديها و أبتسامه تفضى إلى ضحكه عاليه , تعلمت لغه الاشاره من أجل تواصل أسهل و أبسط لانها كانت تكره أرتداء سماعه الاذن و كانت تفضل أن تعيش فى عالم هادئ و صامت , ما جعلنى أتعلم لغه الاشاره هو موافقتها على نظريه العالم الهادى الصامت و لسبب أخر و هو عدم قربى منها كثيرا أثناء حديثا كشاب سيس يثبت موزه , لست شاب سيس و ليست هى موزه .. هى أنثى جميله !

   أكثر أحديثنا كانت خلال مواقع التواصل الاجتماعى , و لكنى دائما كُنت أفتقد إلى صوتها الساحر و تعابير و جهها عندما تستوعب كلامى , خديها المحفور عليهم نغزتين و بشرتها البيضاء , عيناها الفرعونيه المتمرده و أنفها المرسوم بشكل لم تحظى به فتاه من قبل و لن تحظى , أبتسامه لا تمحى من الذاكره و رائحه عطر هى الاقرب إلى قلبى , عاشقه لماجده الرومى و خاصه بأغنيه "حبيبى" , ذوقها فى أختيار ملابسها دائما و أبدا يعجبنى و يأثرنى , حتى لو سيارتها التويوتا الحمراء موديل سنه 2004 , عصبيتها عند القياده و مهاره سب و لعن سائقى السيارات الاخرى بالكلاكس و تقليب الانوار , شعرها قصير و لم أكن وقتها مُغرم بالشعر القصير حتى وقعت فى حُبها , أحيانا كثيره أعرف ما تريد قوله من نظراتها و عيناها , تتناول طعامها و هى تنظر بداخلى عينى , تبتسم و تتفحصنى كجهاز أشعه فى غرفه طوارئ بمستشفى عسكرى , أحيانا تصيبى بالأرتباك و الحيره , صمتها الكثير يسبب ألما لى , أخشى أن تكون فى عالم أخر غير المكان الذى يجمعنى بها , تختفى أوقات كثيره و ترجع أوقات أخرى !

   أعترفت بحبى لها عن طريق لغه الاشاره , يومها طلبت منىِ ان نلتقى امام المكان الذى أراها فيه , لا تدخل , تعال بسيارتك المحببه إلى قلبى و أنتظرنى هناك , عند غروب الشمس , لا تتأخر , رسالتها كانت مقتضبه و قصيره , بدأت الهواجس تملئ رأسى و تدور كطائره تحرق بنزينها أستعداد للهبوط على مطار غير مؤهل , أقتربت بسيارتى حتى وجدتها واقفه مستنده على سيارتها مشعله سيجاره و تلتهمها فى توتر بمالغ فيه , الامر لا يبشر بخير , أوقفت سيارتى فى مواجه سيارتها و اقتربت منها بهدوء مصتنع فبداخلى توتر يكفى العالم كله و يكفى ليصدر للكواكب الاخرى , أشعه الغروب البرتقاليه أضافت على وجها الكثير من الجمال و الجاذبيه , هواء البحر أيضا ساهم فى لمسه جماليه سريعه , هذا المكان و تلك الساعه لا تبشر إلا بشئ رمانسى و لكننى بطل العالم فى الحظ السئ , يمكن أن تخبرنى العكس و تختفى هذه المره بدون رجعه , أطفأت سيجارتها تحت أرجلها و نظرت إلى كثيرا حتى أننى توقفت عن عد الثوانى بداخلى , اليوم تضع سماعه الاذن , إذا هى تريد سماعى جيدا , هناك شئ لا أعلم ما هو , من كثره خوفى و رهبتى لما سوف يحدث وضعت يدى متشابكه خلف ظهرى حتى بدأت هى فى الاقتراب و أصبحت فى مواجهتى , العين أمام العين و الانف تلامس الاخرى و الفم يترقب الفم !

      لا تتحدث إلا بالغه الاشاره !

   كان هذا طلبها و ما نطقت به , نزعت سماعه الاذن و ألقتها هى و علبه السجائر داخل السياره مع الهاتف , خلعت ساعتها و ألقتها هى الاخرى داخل السياره , رجعت خطوه إلى الخلف و مالت برأسها ناحيه اليمين و ضيقت عيناها , أخذت نفس عميق و قالت ...

   - أريد أن أختفى لفتره ولا اعلم متى سوف أعود !
   
   هل قُلت أننى بطل العالم فى الحظ السئ من قبل ؟! , نظرت لها ماليا ثم نظرت ناحيه المكان الذى نجلس فيه و قلت دون أن أنظر إليها ...

   - ليه ؟!
   - .....................
   - .....................
   - .....................
   - .....................
   - تمام , أتفقنا
   
   لك أن تتخيل ماذا حدث فى هذه الاسطر الاربعه , ربما تكون بعض الكلمات القليله و ربما تكون مجادله عنيفه و ربما تكون صمت , انتهى كل منا من حديثه , كل منا قال ما بداخله و صارح الاخر بمشاعره , لم أقل لها أُحبك و لم تقولها لىِ , بقيت تلك الكلمه بداخلنا لكى تعبر عنها نظراتنا و الابتسامات الخاطفه و حركه الايدى و المسافات , أحترم كُل منا رغبه الاخر بعدم التقيد بالوعود و الامال التى لن تتحقق , أتفقنا على الوصال و عدم الهجر , أن نكون معانا , نجلس جنبا إلى جنب و بداخلنا شئ جميل لم يلوث عند نطقه , يظل يذهب و يأتى , يشعرك بنشوه و فرحه و سعاده , يجعلك دائما متأكد , لست خائفا من النهايه ولا تفكر فى حلول بديله , تلعن الوحده مئه مره , تراها تبتسم لك على سقف غرفتك , صوتها المبحوح يسكن بداخلك و يتحدث معك أثناء الليل , أتفقنا على السعاده الابديه و الاندماج , أتفقنا على ممارسه الحب الافلاطونى , كعادتها , أتسعت عيناها و تورد خديها و ظهرت نغزتيها المحفورتين فى قلبى , من فرط السعاده  هزت راسها فى رضا و أرتاح قلبى , لثمتنى بقبله على خدى الايمن و أمنت على خدها الايسر بواحده , أخذت سماعه الاذن من سيارتها و أرتدتها مره اخرى لكى تواصل وصله سب و لعن سائقى السيارات الاخرى , فتحتت لها باب سيارتها الحمراء حتى ركبت و نظرت إلى قائله بداخلها .. أُحبك !

   بادلتها نفس الرد بداخلى و ذهبت إلى سيارتى , حين أختفت الشمس و أنطفأت الارض بغته !

   لن أخبرك عن طفولتها عندما تعلقت برقبتى فى وسط الشارع , ساعه الغروب أمام المكان الذى دائما نجتمع به , حقيقتا لم يلاحظ احد شئ لان ذلك الحدث السعيد كان وقت الافطار , تاسع أيام رمضان !

   لم يكُن سمعها جيدا , عندما كنا نجلس معا , كُنت أقترب منها كثيرا حتى أستطيع أن أوصل كلامى و حديثى بصوره واضحه و صحيحه , أراقب تعابير وجهها عندما تصل إليها الكلمات و تفهمها بشكل جيد , أتساع فى عيناها ثم تورد خديها و أبتسامه تفضى إلى ضحكه عاليه , لا يوجد شئ أفضل من حُب يأتى بعد صداقه طويله ,حُب تعلم بوجوده و لكنك لا تصرح به , أصبحت أمسك يديها بسب و بدون لانها ببساطه أصبحت ملكى وحدى , سمعها الضعيف , شعرها , كلامها القليل , أنفها المرسوم , عيناها الفرعونيه , شفتاها التى سجلت عليها أمضاء حضور أكثر من موظفى الحكومه , رسمها على السجائر التى تشربها , رباط حذائها المفكوك دائما و طلبها لربطه فى دلال , طلاء أظافرها , خديها و النغزتين , أصبحنا نتنقل فى سياره واحده , سيارتى المحببه إلى قلبها و نجتمع ليلا نبحث الاسرار الكونيه من حولنا و نناقش بعض الاسئله الوجوديه , ننظر إلى النجوم فى السماء و نعدها و نتوه ثم نعدها مره اخرى و نتوه إلى أن ترتمى بين يدى , أعبث بخصلات شعرها الناعمه و خديها !

                                               زياد برجى .. احتريتك  

 دائما و ابدا .. الحل رومانسى !

الجمعة، 18 أكتوبر 2013

سيده الدار !


   
   تلقيت الرد كرصاصه تخترق صدر مواطن بسيط يُطالب بالحريه فى ميدان التحرير , يسقط على الارض دفعه واحده و ليس على مراحل كما يحدث فى الاقلام , ملقى على جانبه الايمن و بداخله رصاصه , إحساس رائع عندما تلفظ أخر أنفاسك أمام عدسات الكاميرات و وسط مراسلى وكالات الانباء المحليه و العالميه , اليوم يوجد شهيد جديد , شهيد الحريه !

   الرد : ضباط و عساكر و مدرعات الامن المركزى و أسلحتهم و الرصاصه التى أصابت صدرى !
   الحريه : الحُب !
   المواطن البسيط : أنا !

   دعك منىِ الان , فكل شئ سوف يتم كما هو مُخطط له , سوف تنقلنى سياره الاسعاف إلى أقرب مستشفى و من هناك سوف يتم تزوير التقرير الطبى و يُكتب به , توفى نتيجه محاولته أبتلاع لفافه بانجو و لكنها أدت إلى أختناقه و ما يوجد فى صدره مُجرد ندبه صغيره وُلد بها و تعايش معها حتى حدث ما حدث , يصدر لى قرار بالدفن و تخرج جثتى من المشرحه وسط صراخ الاحباب و المتضامنين , صندوقى الخشبى يتوسط مسيره تهتف بالقصاص لى و لحياتى التى أنتهت , تجوب شوارع و ميادين و حارات ضيقه , الجميع رافعا صابعه يقرأ الفاتحه على روح من ذهب و لن يعود .. تحت الارض ينتهى كُل شئ !

   فى عالم موازى يوجد فتاه , تعيش فى النصف الاخر من الكره الارضيه  , النصف الذى تظلم فيه الشمس هنا و تضئ هناك , النصف الذى لا يوجد به رصاص يستقر فى صدور العشاق المطالبين بالحريه .. حريه حبهم , النصف الذى يحترم الانسان قبل حقوقه , النصف الذى يأخذ كل شئ ببساطه ولا داعى لتعقبد الامور أكثر من ذلك !

   بعد ساعه و ثلث بدأت أكتب مره أخرى , أدونها بعد أن أستحضرتها فى خيالى و طرد روحى منىِ لكى تسكن روحها , أشعر بها و بكل تفاصيلها , أغمضت عينى و بدأت أتنفس , الان أراها قادمه , ليست قادمه نحوى ولا نحو أى شخص من من حولى , فالمكان شديد الاتساع و السماء صافيه و كل شخص مشغول بشئ , من يقرأ جريده و من يكتب و من يعزف على ألته و من ينظر بساعه و يلتفت يمينا و يسارا فى انتظار شخص اخر , يوجد من ينظر إل السماء و بعدها ينظر إلى الارض فى أسف شديد كمن فقد شئ عزيز و يوجد أنا , أنظر إليها هائمه لا تعرف إلى إين تذهب , ترتدى كأنها لا ترتدى , لا اشعر بوجود ملابس تستر مفاتنها كما اننى لا أشعر بها خجوله , تكاد تكون واثقه من خطواتها كأنها هائمه بمزاجها , تريد أن تضيع داخل هذا المكان الساحر للحظات او لدقائق ثم تعود من حيث أتت , شعرها الغجرى الطويل تمسك بأطرافه و تلفها على أصابعها المنمقه , اين رأيت تلك الانامل من قبل ؟! , توارد خديها و شفاه ترسم الابتسامه رغم الحزن الدفين الذى يسقط من عيناها و يترك بقع سوداء على الارض , تحررى يا حبيبتى من الحزن و أزرفى دموعك السوداء , عيشى الحياه سعيده وحدك او مع حبيب محمودا او خالدا و أتركينى من بعيد أتأملك حتى تأتى من تأخذنى او يلقى حدفى , ايهما أقرب !

   مازالت تدور بالمكان و مازلت أراقبها و بؤبؤ عينى يتسع من جمالها حتى كاد ان يخرق عينى كلها و يزيل بياضها , الرياح تسير بسرعه سياره ملتزمه بقواعد المرور 90 كليومتر و النقل الثقيل يلزم اليمين منعا للحوادث و الاصابات و لكن قلبى قد انقلب على سرعه 160 كيلومتر بالساعه من شده تعلقه و حبه لها , أنوثتها تدرس فى معاهد التجميل لكى تأتى كل قبيحه طامحه فى الجمال لترى من ستكون مثلها بعد عده عمليات فاشله , لا يوجد احد مثلها حتى إن لففت العالم كله بسيجاره حشيش مغربى مقطر بزيته أو زجاجه "Meister" بداخل ثلاجه ترتجف من البرد و لكن كلما تقترب تهدأ الرياح و يبدأ الدفئ فى احتلال المكان , دفئها و سخونه يديها الدائمه !

   أدركت عيناها و الرسمه التى حولهم , رسمه فرعونيه قديمه , رسمه أفقدت كليوبترا و حتشبسوت ملكهم و أغرقت مراكب تحتمس الثالث فى مياه النيل , الاله العظيم , النيل الذى كان يحظى كل عام بجميله من جميلات مصر , هى واحده منهن و لكن لن أسمح لهم بأخذها و ألقائها فى مياه النيل , أنا أحق بها منه , عينان تقطر "Chivas" مشروبى الحكولى المفضل , الامور تخرج عن السيطره , الجميع من حولى مشغولون بما فى أيديهم و انا وحدى أرقبها , لماذا لا يراها احد سواى ؟! و لماذا حتى الان لا ترانى ؟!

   لن اظل قابعا بمكانى , بدأت اتحرك نحوها و بدأت أحس انها تلتفت لى , الان بدأت تهتم , نظرت إلى ِ و تورد خدها أكثر و أشتعل أحمرارا , عضت على شفتيها و اضاقت عيناها قاصده اخافتى او ربما خُيل لى هكذا , أقتربت حتى شممت رأئحه زجاجه متوسطه الحجم مرسوما عليها عين حدقتها خضراء و رموشها من الفضه تشع حولها كأشعه الشمس , تحتوى سائلا اخضر و تحمل اسم "La Fee Veret - Absinthe" الجنيه الخضراء , نكهه اليانسون +68 % كحول , كانت هذه رائحتها , رائحه تأخذك إلى عالم أخر غير العالم الذى انا به الان , لن أمر من هذا المكان من دون تقبيلك و تذوك كحولك المذهب للعقل و الدين !

   اشاحت بنظرها بعيدا و مزالت تبتسم فى دلال , ظلت على تلك الحاله لثوان قليله كأنها تقول لى أنظر ألى حيث ما أنظر , سوف تجد ضالتك هناك , أدرت رأسى و بدأت أنظر و جدتها هناك و انا بجانبها , أتفقدها كمسئول جمركى يتفحص بضاعه قادمه على سفينه لم تغرق بسلام و اتت سالمه , انها سيده الدار تدندن أقتربت منها و الدم رمال ثائره بداخل شراينى , رأيت منقوش على وركها ورده متعدده الورق و ضفيره شعر سوداء فاحمه تتلوى بجانبها حول ساقين خرطا بعنايه , لمحت ابتسامتها ثم رأيت يدها تمتد نحوى و رموش كالسيوف فوق عينين هما الحياه لا جدال !

   أضجعت بجانبها كالاستسلام لملاك الموت , ابتسمت ابتسامه ساحره و هى تستعرض الورده التى على فخدها , هممت فى تقبيلها حتى سمعت صوت فرقه عاليه كصوت رصاصه تطلق , شعرت بتنميل ملئ جسدى و بقعه دماء على ملابسها , نظرت أليها و هى واقفه بجانبى و مازلت مبتسمه , قلت لها لقد اصبت هناك , هناك من اطلق النار علىِ , بدأت تحرك رأسها فى هدوء و الابتسامه تعلو وجهها , وضعت يديها على صدرى , نظرت وجدتها ممتلئ بالدماء , اللعنه الطلق طالنى و لم ينجنى رب العرش !

   خارت قواى و وقعت على الارض , رحلت سيده الدار و تركتنى غارقا فى دمائى , شهيد جديد .. شهيد الحريه !

الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

وحدن !


   ملحوظه : كُتبت هذه التدوينه على صوت السيده فيروز بأغنيه "وحدن" !

   قبل أن أسرد ما حدث , أريد كتابه بعض الاشياء ...

   _ يُسجن العصفور بذنب الجمال !
   _ قل للغياب نقصتنى , و أنا حضرتك لأكملك .. "محمود درويش"
   _ إكرام الجرح تجاهله .. "مشارى عبدالرحمن"
   _ و بعدك على بالى يا حلو يا مغرور !
   _ كُن لى غريبا فالأحبه يرحلون !
   _ هو يفكر أن يكتبها فى روايه , و لكنه يغار أن يقرأها غيره !

   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى , جعلنى اُعد نفسى لهذا اللقاء الساحر , بعد غياب سنوات و نسيان ملامح حفرت داخل قلبى و لكن عوامل التعريه و النحت قد أزالتها , صوت دافئ و نغج أنثوى عند نطق حرف الميم و النون , جسد مشدوده أوتاره حتى ان لمسته يعزف وحده مقطوعه من تراتيل السماء , منحنيات قاسيه تحطمت عليها قلوب كثيره , مزارات و كهوف دخلتها وحدى , تركت بصمتى هناك على صخورها , تذوقت شفاه بطعم التفاح و مرات كثيره أشتعلت قميصى من نار كامنه بصدرها ...

   مشاهد سريعه ومضت داخل عقلى لاخر لقاء كان بيننا , لقاء كُتب فيه نهايه واقعيه لقصه غير واقعيه , يومها لم انطق بكلمه واحده , يومها لم يكن مسموح لى بفتح فمى , يومها وقعت على قرار سجنى و تنفيذ الاشغال الشاقه , السير فى صحراء وحدتى حتى يظهر لى صاحب , حتى الان لم يظهر احد !

   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى , اليوم ذاهبا إلى حفله دعانى إليها احد المعارف , حفله صغيره داخل مكان مُعد خصيصا لتلك الاشياء , أراك شاردا , عيناك زائغه دائما , فشلت كل فتيات العمل أن تقتحمك و تعرفن سرك , سر صمتك و سكونك المبالغ فيه , وحدتك و أنطوائك , انشغالك بالعمل و تجاهل من حولك , هاتفك الذى لا يرن و جلوسك معظم الوقت داخل منزلك , هل تعلم اننى لا اعرف لون أسنانك ؟! , لم أراك تبتسم أو تضحك يوما .. كان هذا زميلى فى العمل يحاول أقناعى بالمجى مساءا لحضور تلك الحفل , كفى تحليلا لشخصيتى فأنا أعرفها أكثر منك , كفى زن سوف أحضر !

   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى , باقى على موعدى أقل من ساعتين , الحضور رسمى برفقه فتاه , مشكله ليس لدى واحده , زميلى حلها و قال ان يوجد من تكون فى انتظارى , اسلوب رخيص و لكنى اريد كسر وحدتى على كل حال , وقفت أمام دولابى الصامت و اخرجت بذله رماديه اللون و قميص أبيض و كرافت حمراء اللون , سريعا ارتديتها و بقى مشكله ربط الكرافت , جاهدت كثيرا لكى تعلمى كيفيه ربطها و لكنى لم اتعلم يوما لشرودى داخل عيناها السوداء , الان انا ادفع الثمن , ارتديت حذاء الاسود و ساعتى و وضعت عطرا اهدته لى يوما و حددت ذقنى و نزلت ممسكا بلعنتى الابديه , قبل ان اصعد إلى سيارتى أوقفت أنسه فى ال 25 و طلبت منها ربط ذلك الشئ الاحمر حول رقبتى , تفاجأت من طلبى و لكنها ارتاحت لهيئتى التى توقفت منذ زمن عن أشتهاء النساء , أخذتها من يدى و قامت بربطها على عنقها , عاده تفعلها جميع النساء المتزوجات حديثا ثم ناولتها لى , شكرتها كثيرا و لبستها كخذوق سليمان الحلبى و خلال ساعه كُنت داخل المكان المتفق عليه !

   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى , المكان صغير بعض الشئ , تنزل له درجتين اسفل الرصيف , الاضاءه الصفراء و الحمراء تملا المكان و الموسيقى الهنديه تبعث الاسترخاء فى النفوس , جو مكتوم بعبق الكحول و شعائر البيره الخضراء , سريعا تأملت المكان و من فيه , الجميع رسمى بذل و فساتين قصيره , طويله , عاريه , جميع المقاسات و الاحجام , جلست على طاوله هى الاقرب إلى الباب لكى أهرب عند شعورى بالملل و الاختناق , أتت إلى صديقه زميلى فى العمل و فى يديها كأس به سائل أصفر , هل أخبرتها والدتها و هى صغيره أن لا تشرب شئ أصفر يعطى لها شخص غريب , تحدثت معى فى هرى نسائى فارغ حتى قاطعتها متسائل عن زميلى , اين من ورطنى فى هذا المكان ؟! , يقوم ببعض الاشياء , كانت هذه اجابتها , تركتها تحتسى مشروبها و ظللت أتأمل الناس من حولى !

   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى , قامت صديقه زميلى من جانبى تعبس بكأسها فى محاوله لأعاده الحياه له مره اخرى , بدأت الحفله و بدأت الموسيقى تتغير , الجميع يرقص لا تعرف من مع من , موسيقى سريعه عاليه , تحسك على الرقص و لكنى فقدت الرغبه فى اشياء كثيره و منها الرقص , ازداد مؤشر الحزن بداخلى , لم أعد اتحمل اكثر من ذلك , لماذا شعرت بها اليوم صباحا ؟! , هل عُدت أخرف مره أخرى ؟! , الامور أنتهى منذ سنوات , كيف أتذكرها حتى الان ؟! , من فرط غيطى كدت ان اكسر ضرس من اسنانى , اخرجت هاتفى اعبث به لا اراديا , اقلب فى صورها التى مازلت محتفظ بها حتى الان , حتما تغير شكلها الان , ازداد جمالها , بكل تأكيد , فأنا اعرفها أكثر من اى شئ اخر , لدى مرجع لكل جزء فى جسدها لم اكف عن مذاكرته كل يوم و لم أمتحن فى حتى اليوم , اريد الرسوب و الرسوب حتى أحفظه عن ظهر قلب , بل انه محفور بذاكرتى التى مسحت كُل شئ و ابقت على تفاصيلها !

   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى , اسكت الصراخ الذى برأسى و نحيبى عليها و هممت بالرحيل حين استوقفنى زميلى و طلب البقاء لساعه اضافيه , كدت ان ألكمه فى وجهه الصدغ لبرود اعصابه , يا رجل انت لديك صديقه سوف تقضى معها وقتك , ماذا تريد من شخص انتهت صلاحيته منذ زمن و يتحرك بقوه الدفع , فقط اريدك ان تبقى , قالها و تركنى , اختفى وسط كتل اللحم الابيض التى تتمايل امامى كمن يعانى من ألم فى الامعاء !

   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى , ساعه , هو قال ساعه واحده فقط , لو طلب اكثر من ذلك سوف يلقى حدفه على الفور برقبه زجاجه بيره فارغه , مرت الساعه فوق قلبى كقطار قشاش لا يصلح للاستخدام الادمى , راقبت فيها من يهمس فى اذن واحده يطلب منها ان يختلو معا بعد انتهاء الحفله و هى تبتسم موافقه .. ساقطه , و هناك من يداعب من يرقص معها خوفا من العادات و التقاليد , يريد ان يرتكب معها الفحشاء و لكن ضميره مستيقظ بطريقه بشعه و هى تقبل مداعبته فى محاوله لأخماد حرائق مشتعله بداخلها , سوف تظل النفس البشريه لغز ليس له حل !

   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى ...
   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى ...
   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى ...

   فى محاوله لقتل الملل ضربت عينى تجاه الباب ارى من يدخل و من يخرج حتى وجدت فستان أسود قادم يحمل بداخله أنثى كنت و مازلت ابحث عنها حتى وجدتها , ملفوفه الجسد , تعتلى كعب و تنظر فى استيحاء تبحث عن شخص لو رأته سوف تتغير تعابير وجهها , تعابير احترق شوقا لرئيتها , تسمرت فى مكانى و بدا العرق ينهمر من جبينى , ألتصق قميصى بى خوفا من رهبه الموقف , أتانى احساسى اخر ليله اجتمعت بها , اريد ان اختفى , اتبخر , تأتى صاعقه تضربنى و تتركنى محروقا , لملمت ساعتى و هاتفى و مفتاح السياره و أنخرط داخل التجمع الذى لم يهدء للحظه و مازال يرقص , اختفيت حتى تأكدت انها بعدت عن طريق الخروج , خطوه ثم خطوه ثم الثالثه وجدتها امامى !

   تنظر بحنيه ام تحتفل بمولد ابنها الاول , , ترقرقت عينها بالدموع و اقتربت لمسافه شهر من الزمن , ارتمت فى حضنى ام انا من ارتمى , لا اعلم , تركت الموسيقى تتخلل جسدى و ذوبنا بين البشر .. 

وحدن بيبقوا .. متل زهر البيلَسانْ
وحدهُــن بيقطفوا .. وراق الزمــانْ
بيسكروا الغابة ..
بيضلهُــن متل الشتي يدقوا على بوابي 

يازمــــــــان .. يا عشب داشر فوق هالحيطان 
ضوّيت ورد الليل عَ كتابي 
برج الحمام مسوَّر وعالي 
هَجْ الحمام بقيت لحالي 

يا ناطرين التلج ما عاد بدكن ترجعوا 
صَـــرّخ عليهن بالشتي يا ديب بلكي بيسمعوا 

وحدن بيبقوا متل هالغيم العتيق 
وحدهُـــن وجوهُـــن وعتم الطريق
عم يقطعوا الغابة ..
وبايدهن متل الشتي يدقوا البكي وهني على بوابي .
يازمَــــــــانْ ..
مــن عمــر فَــيّْ العشـــب عَ الحيـطــــان
من قبل ما صار الشجر عالي 
ضوي قناديل وبنطر صحابي 
مرّوا وفلّوا بقيت عا بابي لحالي

يارايحين وتلج ما عاد بدكُن ترجعوا 
صرخ عليهُن بالشتي ياديب بلكي بيسمعوا

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013

المشهد الثالث و الاخير !


    اليوم الثانى بعد عملتى السوداء , لا أشعر بشئ , ليله أمس كانت مليئه بالاحلام المفزعه و الكوابيس , ليله هربت فيها كُل جينات الذكاء منىِ و بقي الغباء فقط , ليله رأيتها فيها تقتلنى بسكين تلمه , تعزلنى من الحياه , تحفر قبرى بيديها , تلعن و تسب شجره عائلتى , تندم على معرفتى و على اليوم الذى جمعها بى فى مكان واحد , ليله تعديت فيها حدودى , أعتليت سور ليس من حقى , رأيت أشياء لم يكن يجب أن أراها .. ليله وقعت فيها على جذور رقبتى و سمعت صوت كسرها بأذنى !

   ليلتها حاولت أن أستجدى عينى لكى تزرف بعض الدموع على فعلتى و لكنها لم تستجب , لم يأتى موعد الندم بعد , النحيب و الصراخ على ما حدث , الشعور بالحرائق تندلع , تأكل صدرى بما فيه من رئتين و قلب طعن للتو بخنجر مسموم , أنا من طعنت نفسى هذه المره عملا بمقوله : أفضل علاج لقلب محطم هو أن يتحطم مره أخرى !

   قارب اليوم على الانتهاء و مازلت لا أشعر بشئ , لا يوجد حزن , لا يوجد صمت , لا يوجد رغبه فى السير فى الشوارع كمن فقط بيته فى زلزال 92 ولا يوجد مكان يذهب إليه , لا يوجد رغبه فى البكاء كأى إنسان لديه أحساس , على الأرجح هذا تأثير الصدمه , صدمه غبائى و تهورى و عقلى الذى أتخذ من هذه الليله المشئومه أجازه بدون مرتب و جعل قلبى يمسك بزمام الامور حتى لقى حدفه تحت عجلات المنطق و صوت العقل و الدين !

   كُل شئ أصبح سريعا من حولى , عقارب الساعه و هاتفى الخاشع فى هدوء و نسك الرهبان , عينى تدور فى كل أتجاه بسرعه دوران الكره الارضيه حول نفسها و حول الشمس , صومعتى المحببه إلى قلبى التى أعيد بنائها مره أخرى , أنفصالى عن العالم الافتراضى و كل مواقع التواصل الاجتماعى , فقدان الرغبه فى أشياء كثيره .. فقدان الرغبه فى الاستمتاع بالحياه !

   قريبا جدا سوف أستمع إلى صوت أشياء تُكسر بداخلى , أشياء جاهدت سنوات لكى أعيد تصليحها و لكن "أمير" ثمنه جنيه و ربع لن يتحمل ما سوف يحدث , هذه المره سوف ألقى الاشياء التالفه عملا بنفى مقوله : اللى أتكسر عمره ما يتصلح , سوف أبحث عن أشياء جديده تصلح لى و ابدأ معها رحله جديده و سوف أجاهد ألا أعرضها للكسر فأنا أعرف نفسى .. أحمق , متهور , مهمل فى حق نفسى !

   فى أنتظار الاصعب , فى أنتظار الايام السوداء !

   أصبحت الان الثانيه عشر بعد منتصف الليل , ليل الاسكندريه الساحر , موطن الاحزان و الذكريات , واقفا بالنافذه أستجدى بعض نسمات الهواء البارده لعلها تخفف حراره رأسى , أدخن السجائر واحده تلو الاخرى و بجانبى كوب قهوه هو الاول منذ الانقطاع عنها لمده طويله بأمر من الطبيب المعالج , فاليذهب الطبيب إلى الجحيم و صدرى معه !

   هل أخبرك سرا صغير عنىِ , أنا من عاش مراهقه خصبه و نسج بخياله احلام ورديه جميله , كُنت أتغذى عليها يوميا مع الاستماع إلى الموسيقى , حقا , فالموسيقى غذاء للروح , أنا من يقف دائما فى وجه قطار لا يعرف الوقوف أو أتوبيس نقل عام هذه ليست محطته , أملا ان يوقفه بمجرد لمسه و لكن الحقيقه هى أننى دائما أجد نفسى تحت عجلاته !

   رائحه الغسيل المنشور تملا الهواء , رائحه عشقتها منذ صغرى هى و رائحه الخشب المحروق التى دائما تهيج جيوبى الانفيه عند أستنشاقها , طموحى فى العلاقات العاطفيه كان دائما و مازال طموح بسيط , أحب فتاه واحده فقط , لا ارى سواها و اكمل معها الحياه , أمنيه تمنيتها فى مراهقتى و أستجاب الله لىِ , حصلت على الفتاه و على الحب و لكن لم اكمل و رائت هى غيرى كثيرون .. هل عند دعوتى كُنت لا أنظر إلى الشرق !

   كشف حساب يتم فتحه عند كل مصيبه اقوم بها , كبطاقه ائتمان لم يتم تسديد اقساطها , جروح لم تغلق و نزيف مستمر , الهيئه تقول انه معاف من كل شئ و لكن الاشعه الداخليه تقول انه ينتهى الان , فقط بضعه ايام , شهور , ربما سنوات و ينتهى الامر , كما تنتهى السجاره التى سلبتها روحها و تركتها رماد فى الهواء و عقب محترق مرمى من الدور العاشر على سقف سياره فيات 128 حمراء !

   لن أخبرك عن صدرى الذى سوف يزيد اشتعالا بسبب فنطاس القهوه الذى تجرعته دفعه واحده و لن أخبرك عن معدتى التى سوف أفرغها فى الحمام بعد دقائق من الان و لن اخبرك ايضا عن الحزن الذى سوف يصيبنى بعد كل هذه الاشياء , تجدنى مستلقى على كنبه الصاله ظهرى يلامس بلاط الارض من كثره الالم , احدق بالسقف اعد مربعاته قتلا للحاله التى أشعر بها الان , تمتلئ عينى بالدموع !

   حان الان موعد الندم على حماقه ليله أمس .. ارجوك تمنى لى ليله سعيده حتى لو كذبا !

   بدأت الدموع تنهمر من عينى كصنبور ماء لا يوجد بداخله جلده تحبس قطراته , وقتا طويلا أغرقت فى ملابسى و كنبتى و جزء من السجاده , بكاء لا يتوقف و دموع وجدتت طريقها على وجهى المتيبس , لا يوجد أنفعال ولا جبين مقتضب ولا جز على الاسنان من فرط الالم .. انا انهار داخليا كأنهيار برجى التجاره العالمى يوم 11 سبتمبر , يوم بكت البشريه على ضحايا و بكيت انا على حالتى , شردت عينى ناحيه النافذه ترى شروق الشمس و احتلال أشعته للمكان و جزء من وجهى , جفت دموعى و جفت معها روحى .. أستعد الان لكى تعيش حياتك الجديده !

   بالكاد استطعت أن اقف على قدمى و ما هى إلا خطوات قليله ناحيه الطرقه و وقعت مغشى علىِ من الضعف و الوهن الذى أصابنى بعد أن تقيأت كل ما كان فى معدتى ليله امس , لم اعلم كم ساعه مرت و أنا أحتضر فى مكانى و لكن أنتزعنى من غيبوبتى صوت قادم من مسافه عشره سنوات , صوت يحاول أنقاظى , صوت أفاقنى و أعادنى إلى الحياه مره أخرى , صوت كنت فى أمس الحاجه إليه , صوت أنثى احببتها رغم كل شى !

   جلست ساندا ظهرى على الحائط بعد ان قمت من محاوله احتضارى الفاشله , لماذا لا أرحل فى هدوء , بدأ الصداع يضرب رأسى بأنتظام , طرقات حداد حاد المزاج اسمعها الان بداخلى , احاول جاهدا ان اتناسى فعلتى الحمقاء ليله أول أمس , ليله تراشقت النجوم من حولى حزنا على غبائى و تركت من حولى بقاع كانها تقول ارتمى بواحده و أكسى نفسك بالتراب و مت بكرامتك , عقرب ساعتى يشير إلى التاسعه صباحا , بعد حمام سريع أزلت فيه معاناه امس و أثار غيبوبتى و بعد شطيره جبن و كوب شاى , أستلقيت على فراشى فى محاوله لاعاده التوازن الذى فقدته منذ زمن !

   كيف تعيش الحياه و أنت تحمل بداخلك نكهه انثى لن تحصل عليها !
   كيف تعيش و قلبك يزف كل يوم مشاعر كتنك بنزين مثقوب , عود كبريت يتيم يمكن ان يجعله ينفجر فى اى وقت !
   هل انا مريض ام عاشق سئ الحظ ؟!

   أنا الشيخ ..أنا الشاب
   أنا السهم .. أنا القوس
   أنا الدولة الخالده
   ألست أنا أنا ؟!
   بل أنا أنا

   أنا سروه فى بستان
   أنا روح فى بدن
   أنا كلمه فى فم
   ألست أنا أنا ؟!

   بل أنا أنا
   أنا فى دهشه
   أنا فى وعيي
   و فى غير وعيي
   أنا نطق صامت
   انا نواح مسكت
   من ذلك اللون
   لماذا أنا بلا لون
   و أى تشبث لى بتلك الجدائل
   أنا الملك .. انا العرش معا
   أنا المحنه.. و الاقبال
   أنا الداء و الدواء
   أنا الدم و اللبن
   أنا الطفل و أنا الشيخ
   أنا التابع و الأمير
   انا هذا و أنا ذاك
   أنا "شمس" ناثر السكر
   أنا مدينه تبريز

   أنا الساقى و أنا الثمل
   أنا المشهور المغمور
   لا أنا بالثمل
   ولا أنا بالمفيق
   ولا أنا بالنائم ولا باليقظ
   ولا أنا مع الحبيب ولا أنا بدونه
   ولا أنا بالمحزون
   ولا أنا بالمسرور

   و لو أنى أستريح للحظه
   فان نفسى لا تستريح
   بل انى أستريح
   ان لم اذق طعم الراحه و لو للحظه
   أنا كأس يُدار به
   أنا كأس يُصب به
   أنا خمر يغلي حينا
   و يضحي بي ثمل أحيانا

   اليوم الثالث .. راقدا على فراشى , فارغ المعده و جاف الحلق , مصاب بطعنات فى جميع انحاء جسدى و لكن لا توجد بقع دماء على الفراش , فقط بضع قطرات تساقطت من أنفى كفتاه فقدت عذرياها للتو , الضغط العصبى يصيبنى بالنزيف , ليلتى كانت هادئه , هل رأيت "جندالف" العجوز الابيض فى فيلم ملك الخواتم الجزء الثالث و هو نائم محدق العينين خوفا على البلوره , هكذا كنت أنا , نائم محدق العينين خوفا من قدومها !

   بعد كل كارثه أقوم بها , أشعر أن الحياه تبدأ من جديد , الان يوم جديد , يوم جديد فى بلد غريبه , سجن شديد الحراسه , مستشفى , قسم شرطه , اسانسير معطل بالدور ال 15 و هكذا , أبقى وحيدا أواجه الامر مع نفسى , مواجهه أخسر فيها الكثير لكن لا أخسر نفسى , لاننا متفقين منذ زمن على أرتكاب نفس الحماقات على فترات متباعده , غالبا عشقت تعذيبها و جلدها يوميا و هى راضيه مواقفه , أصبح لديها نزعه ساديه !

   أرتديت ملابسى و خلال ساعه كنت فى احد شوارع الاسكندريه الرومانسيه , استجدى الألفه و الأطمئنان بين الناس , ركنت سيارتى و ركبت مشروع خط فيكتوريا بحر و رجعت بالترام الازرق الصامت , اراقب ملامح و تعابير البشر عموما , أحتاج للأجابه على بعض الاسئله التى تأرقنى دوما ..

   لماذا اسرح عندما ارى شاب يعانق يد فتاه خلال عبور الطريق ؟!
   لماذا لا أكتب على مواقع التواصل الاجتماعى , كان يوم جامد جدى ؟!
   لماذا تقف البنات مكسورين الظهر واضعين يديهم اليمنى فى وسطهم مائلين إلى الامام خلال التصوير ؟!
   لماذا لا أشعر بالسعاده ؟!

   ذهبت إلى أماكن كثيره قتلا للوقت , لا أريد العوده إلى المنزل الان , لا أريد أن أتذكر عملتى , منتصف الاسبوع و الملل بدأ يتخلل جسدى و الوصول إلى يوم السبت من الاسبوع الجديد هو كل ما اتمنى , حيث العوده للعمل مره اخرى و الانخراط فى اشياء كثيره تنسينى ما قمت به و لعلها تمحى ذاكرتى إلى الابد !

   مر اليوم الثالث بسلام و لكن لم تمر ليلته كما كنت اتوقع , اول ليله فى الايام السوداء , بدأ الندم يطرق باب غرفتى حاملا بيده ذكريات لا تتعدى الخمس , ألقاهم الواحده بعد الاخرى فى راحه يدى , بدأت المشاهد تعمل و أرى نفسى بها و لكن اى الباقى ؟! , اين الجميع ؟! , لماذا انا فقط الذى يظهر فى المشهد ؟! , توقف الندم من ألقاء الذكريات و قال : حتى هذه اللحظه لا تعلم , انت احمق , هل تعلم هذا , احمق كبير , يستحق الموت بدون شفقه , مكانك جهنم المشتعله , هذا افضل لك .. تقيئ كلماته و رحل و ترك بداخلى علامه أستفهام أكبر من تمثال الحريه القابع بخشوع على احرف ولايه نيويورك !

   بدون اى مقدمات نشطت ذاكرتى الخربه و عصفت بى كأعصار لا يعرف التوقف , كم مهول من أحداث جاوزت الاربع و الخمس سنوات , سقط على الارض من هول الصدمه لا استطيع اخد نفسى , معتصرا صدرى بيدى و العرق ينهمر من جبينى بغزاره و الدموع تملا عينى , حزين حتى عند احتضارى , المشهد الاول : أنثى عشقتها حتى الموت , عشقت كل تفصيلها , بدايه من شفتيها التى كنت اعانقها دوما حتى رسمه ارجلها التى خرطت خصيصا لاجل بنطال اسود فضفاض , انتهى المشهد الاول و معه صوت كسره .. المشهد الثانى : مستشفى و عزاء و صندوقين خشبيين يحملا اب و ام , انتهى المشهد الثانى و معه كسره .. المشهد الثالث : شئ لم يكمل و لن يكمل , شى احببته رغم أنفه , انتهى المشهد الثالث و معه كسره انتفض لها جسدى و اصمت لها اذنى .. المشهد الرابع يحدث الان : مستلقى على الارض كسجاده جديده , مفترش اليدين و الارجل , نزيف انفى اغرق قميصى و حلقى مسلوخ كاخروف عيد يأبى الذبح , لا اقوى على فتح عينى , الضوء شديد كما ان الرياح تداعب وجهى بدون استيحاء , بالكاد أستطعت ان انقلب على جانبى الايمن فى محاوله لمعرفه ما حدث , طرقات الصداع لا تكف عن الدق , لا يوجد احد هنا , كفى طرق , كفى ازعاج , تحاملت على نفسى و على مكتب عتيق بجانبى و قمت انظر إلى مرأه معلقه على حائط تشقق طلائه , نظرت إلى وجه شاحب بصعوبه وجدت ملامحه , انف ينذف و فم طمث بالدماء و ذقن كثيفه مطلق لها العنان , أخرجت هاتفى من جيبى بقى به شرطه واحده و ترقد بطاريته فى سلام , نظرت إلى التاريخ و الساعه لم أصدق من هول الصدمه و المفاجاه ...

   الثامنه و النصف صباحا , يوم اعلان نتيجه الثانويه العامه !

الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

صديقتى أمنيه !



   مازلت أتذكر ما قلته لنفسى منذ قليل و منذ عده أشهر و منذ سنوات عده .. أنت وحيد ولا تملك علاج لهذا , الاناس حولك من كُل مكان , يوجد من يُحبك و يوجد من بدأ يكرهك و يسقطك من حسباته و لكن رغم كُل هولاء أنت وحيد بطريقه ما , أصبح ماضيك يتحرك امامك و كأن المستقبل أعلن عن سفره إلى مجره أخرى , تاركا لكن الكوكب و القمر .. أمثالك ليس لهم مستقبل , صداقتك للماضى أصبح كأدمان المخدرات , يأتى إليك كُل يوم لابسا جلبابه الطويل الواسع , شعره متبعثر فى كُل أتجاه كمن صعق للتو , يبتسم إليك و يقول فى صوت يملا الفحيح .. لقد أتيت ببعض الأشياء التى تحبها , ذكريات و مشاهد , لقد جعلتك تدمنها لكى تبقى دائما فى حاجه لى ولا تنسى يا صغير أنك أنت الذى فعلتها , أنت من صنع تلك الذكريات , أنت من جعلها سعيده و أنت من جعلها حزينه , لا تسبنى بعد الان و تقول اللعنه على الماضى و الذكريات .. انت من أكلت و أنت من سيدفع الحساب !

   إلى متى سأظل أدفع الحساب ؟! حتى تلك اللحظه حتى هذا السطر حتى أخر كلمه و نقطه و حرف , هل أصبحت أنت و الحاضر اصدقاء ؟! , هل تتقاسمون جلدى و تعذيبى كُل يوم ؟! , لقد أصبحت أفسد علاقاتى بالجميع , كمن ينفصل عن العالم و يرجع يجد كُل شئ خرب و تأتيه الاتهامات من كل جانب و أتجاه , أنت فعل , أنت قمت , أنت سخرت , أنت أستخففت , أنت لم تقدر أى شئ !

   أنا و لماذا كُل مره أنا ؟! , يقولون إن الانا عندى عاليه و مغرور و أحب نفسى أكتر من كُل شئ , يقولون .. طب هل يعلمون إن نفسى اكثر واحده تحملت و صبرت و تألمت , هى من تشاركنى دفع الحساب , هى من ترتب على كتفى كُل يوم اعود إلى المنزل محروق الدم , لا أتكلم ولا اناقش أحد , أكتفى بالصمت , أكتفى بالحرائق المشتعله داخلى , أكتفى بالمرض الذى يأتى نتيجه سوء حالتى .. هل وجدتم شخص يحاسب الاشخاص بقلبه من قبل ؟! , هل وجدتم شخص يعتذر عن أخطاء الاخرين فى حقه ؟! , هل وجدتم شخص لا ينتقم ؟! .. هل أحببتم من قبل ؟!

   أبتعد عن الناس فى محاوله للحافظ على نفسى من التجريح و الخراء و لكن استكثر على الجميع تلك الوحده . أستكثر على الجميع ان أعيش فى عالمى الخاص , لا أتكلم إلا قليل و عندما أبتسم تكون الابتسامه بصدق , عندما أهلل و أضحك و أشارك الجميع أصبح فى أفضل حالتى و لكن دائما يأتى من يفسد كُل شئ !

   لماذا لا أستطيع أن أدرك الحقائق فى وقتها ؟! , حقيقه أنك أصبحت شخص غير مرغوب به , الجميع ينفى هذا و يقول : بلا تخريف بلا ها الكلام نحن لسنا مسئولون عن تفكيرك , و أنا لست مسئول عن تصرفاتكم التى تؤكد تفكيرى , الجميع رحلوا , بقى بضعه اشخاص أتمنى إلا يسبقوا من فاتوا , مجرد امنيه .. و هل يوجد مثل صديقتى أمنيه !

الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

الشتاء لا يأتى وحده !


   الشتاء فى الأسكندريه له طابع خاص و مميز , بدايه من مشاهده غروب الشمس من نافذه حجرتك و لون السماء المائل إلى البرتقالى لون صور كاميرات السبعينات و السحاب سارحا فى كُل مكان إلى رائحه الهواء التى تحمل قطرات الندى و احيانا فى وقت متأخر من الليل رائحه خشب محروق , لن أتكلم عن جمال شارع أبو قير من بدايه مصطفى كامل حتى جناكليس , ماء الشتاء على الارض يعكس أنوار الشارع المضاءه , دخان السيارات الواضح و السجائر التى تُحرق .

   دائما لا يأتى وحده , فهو كريم و كرمه ليس عليه غُبار , انه الشتاء .. يأتى معه الأكتئاب و الذكريات و الحنين إلى بضع سنوات مضت , إكتئاب لا يشعرك بالحزن بقدر ما يشعرك بالسعاده و ذكريات مهما تذكرتها لن تتغير أحداثها , الشتاء دائما يذكرك بأنك "وحيد" .. ربما كانت فى حياتك علاقه سابقه و منذ فتره كاد قلبك أن يتعلق مره أخرى لكن الان انت "وحيد" .

   كُل شئ يصيح الضعف فى الشتاء , شرب السجائر ,المرض , الاستماع إلى الموسيقى , مشاهده الافلام , القراءه , الكتابه , الحديث مع الاصدقاء , السهر حتى وقت متأخر للأستماع إلى صوت الرياح , الجلوس على القهوه و شُرب كوب شاى ساخن , البحث عن الحب .. كلها محاولات لجلب الدفئ .

   الشتاء يصيبنى بالصمت , لا أرغب خلال شهوره بالحديث او الاهتمام بأحد .. لان علاقات الشتاء دائما تنتهى قبل وصول الصيف !