الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

وحدن !


   ملحوظه : كُتبت هذه التدوينه على صوت السيده فيروز بأغنيه "وحدن" !

   قبل أن أسرد ما حدث , أريد كتابه بعض الاشياء ...

   _ يُسجن العصفور بذنب الجمال !
   _ قل للغياب نقصتنى , و أنا حضرتك لأكملك .. "محمود درويش"
   _ إكرام الجرح تجاهله .. "مشارى عبدالرحمن"
   _ و بعدك على بالى يا حلو يا مغرور !
   _ كُن لى غريبا فالأحبه يرحلون !
   _ هو يفكر أن يكتبها فى روايه , و لكنه يغار أن يقرأها غيره !

   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى , جعلنى اُعد نفسى لهذا اللقاء الساحر , بعد غياب سنوات و نسيان ملامح حفرت داخل قلبى و لكن عوامل التعريه و النحت قد أزالتها , صوت دافئ و نغج أنثوى عند نطق حرف الميم و النون , جسد مشدوده أوتاره حتى ان لمسته يعزف وحده مقطوعه من تراتيل السماء , منحنيات قاسيه تحطمت عليها قلوب كثيره , مزارات و كهوف دخلتها وحدى , تركت بصمتى هناك على صخورها , تذوقت شفاه بطعم التفاح و مرات كثيره أشتعلت قميصى من نار كامنه بصدرها ...

   مشاهد سريعه ومضت داخل عقلى لاخر لقاء كان بيننا , لقاء كُتب فيه نهايه واقعيه لقصه غير واقعيه , يومها لم انطق بكلمه واحده , يومها لم يكن مسموح لى بفتح فمى , يومها وقعت على قرار سجنى و تنفيذ الاشغال الشاقه , السير فى صحراء وحدتى حتى يظهر لى صاحب , حتى الان لم يظهر احد !

   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى , اليوم ذاهبا إلى حفله دعانى إليها احد المعارف , حفله صغيره داخل مكان مُعد خصيصا لتلك الاشياء , أراك شاردا , عيناك زائغه دائما , فشلت كل فتيات العمل أن تقتحمك و تعرفن سرك , سر صمتك و سكونك المبالغ فيه , وحدتك و أنطوائك , انشغالك بالعمل و تجاهل من حولك , هاتفك الذى لا يرن و جلوسك معظم الوقت داخل منزلك , هل تعلم اننى لا اعرف لون أسنانك ؟! , لم أراك تبتسم أو تضحك يوما .. كان هذا زميلى فى العمل يحاول أقناعى بالمجى مساءا لحضور تلك الحفل , كفى تحليلا لشخصيتى فأنا أعرفها أكثر منك , كفى زن سوف أحضر !

   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى , باقى على موعدى أقل من ساعتين , الحضور رسمى برفقه فتاه , مشكله ليس لدى واحده , زميلى حلها و قال ان يوجد من تكون فى انتظارى , اسلوب رخيص و لكنى اريد كسر وحدتى على كل حال , وقفت أمام دولابى الصامت و اخرجت بذله رماديه اللون و قميص أبيض و كرافت حمراء اللون , سريعا ارتديتها و بقى مشكله ربط الكرافت , جاهدت كثيرا لكى تعلمى كيفيه ربطها و لكنى لم اتعلم يوما لشرودى داخل عيناها السوداء , الان انا ادفع الثمن , ارتديت حذاء الاسود و ساعتى و وضعت عطرا اهدته لى يوما و حددت ذقنى و نزلت ممسكا بلعنتى الابديه , قبل ان اصعد إلى سيارتى أوقفت أنسه فى ال 25 و طلبت منها ربط ذلك الشئ الاحمر حول رقبتى , تفاجأت من طلبى و لكنها ارتاحت لهيئتى التى توقفت منذ زمن عن أشتهاء النساء , أخذتها من يدى و قامت بربطها على عنقها , عاده تفعلها جميع النساء المتزوجات حديثا ثم ناولتها لى , شكرتها كثيرا و لبستها كخذوق سليمان الحلبى و خلال ساعه كُنت داخل المكان المتفق عليه !

   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى , المكان صغير بعض الشئ , تنزل له درجتين اسفل الرصيف , الاضاءه الصفراء و الحمراء تملا المكان و الموسيقى الهنديه تبعث الاسترخاء فى النفوس , جو مكتوم بعبق الكحول و شعائر البيره الخضراء , سريعا تأملت المكان و من فيه , الجميع رسمى بذل و فساتين قصيره , طويله , عاريه , جميع المقاسات و الاحجام , جلست على طاوله هى الاقرب إلى الباب لكى أهرب عند شعورى بالملل و الاختناق , أتت إلى صديقه زميلى فى العمل و فى يديها كأس به سائل أصفر , هل أخبرتها والدتها و هى صغيره أن لا تشرب شئ أصفر يعطى لها شخص غريب , تحدثت معى فى هرى نسائى فارغ حتى قاطعتها متسائل عن زميلى , اين من ورطنى فى هذا المكان ؟! , يقوم ببعض الاشياء , كانت هذه اجابتها , تركتها تحتسى مشروبها و ظللت أتأمل الناس من حولى !

   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى , قامت صديقه زميلى من جانبى تعبس بكأسها فى محاوله لأعاده الحياه له مره اخرى , بدأت الحفله و بدأت الموسيقى تتغير , الجميع يرقص لا تعرف من مع من , موسيقى سريعه عاليه , تحسك على الرقص و لكنى فقدت الرغبه فى اشياء كثيره و منها الرقص , ازداد مؤشر الحزن بداخلى , لم أعد اتحمل اكثر من ذلك , لماذا شعرت بها اليوم صباحا ؟! , هل عُدت أخرف مره أخرى ؟! , الامور أنتهى منذ سنوات , كيف أتذكرها حتى الان ؟! , من فرط غيطى كدت ان اكسر ضرس من اسنانى , اخرجت هاتفى اعبث به لا اراديا , اقلب فى صورها التى مازلت محتفظ بها حتى الان , حتما تغير شكلها الان , ازداد جمالها , بكل تأكيد , فأنا اعرفها أكثر من اى شئ اخر , لدى مرجع لكل جزء فى جسدها لم اكف عن مذاكرته كل يوم و لم أمتحن فى حتى اليوم , اريد الرسوب و الرسوب حتى أحفظه عن ظهر قلب , بل انه محفور بذاكرتى التى مسحت كُل شئ و ابقت على تفاصيلها !

   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى , اسكت الصراخ الذى برأسى و نحيبى عليها و هممت بالرحيل حين استوقفنى زميلى و طلب البقاء لساعه اضافيه , كدت ان ألكمه فى وجهه الصدغ لبرود اعصابه , يا رجل انت لديك صديقه سوف تقضى معها وقتك , ماذا تريد من شخص انتهت صلاحيته منذ زمن و يتحرك بقوه الدفع , فقط اريدك ان تبقى , قالها و تركنى , اختفى وسط كتل اللحم الابيض التى تتمايل امامى كمن يعانى من ألم فى الامعاء !

   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى , ساعه , هو قال ساعه واحده فقط , لو طلب اكثر من ذلك سوف يلقى حدفه على الفور برقبه زجاجه بيره فارغه , مرت الساعه فوق قلبى كقطار قشاش لا يصلح للاستخدام الادمى , راقبت فيها من يهمس فى اذن واحده يطلب منها ان يختلو معا بعد انتهاء الحفله و هى تبتسم موافقه .. ساقطه , و هناك من يداعب من يرقص معها خوفا من العادات و التقاليد , يريد ان يرتكب معها الفحشاء و لكن ضميره مستيقظ بطريقه بشعه و هى تقبل مداعبته فى محاوله لأخماد حرائق مشتعله بداخلها , سوف تظل النفس البشريه لغز ليس له حل !

   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى ...
   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى ...
   اليوم أنتابنى شعور أننى سوف أراها , شعور قوى سرى داخل جسدى و تمكن منى ...

   فى محاوله لقتل الملل ضربت عينى تجاه الباب ارى من يدخل و من يخرج حتى وجدت فستان أسود قادم يحمل بداخله أنثى كنت و مازلت ابحث عنها حتى وجدتها , ملفوفه الجسد , تعتلى كعب و تنظر فى استيحاء تبحث عن شخص لو رأته سوف تتغير تعابير وجهها , تعابير احترق شوقا لرئيتها , تسمرت فى مكانى و بدا العرق ينهمر من جبينى , ألتصق قميصى بى خوفا من رهبه الموقف , أتانى احساسى اخر ليله اجتمعت بها , اريد ان اختفى , اتبخر , تأتى صاعقه تضربنى و تتركنى محروقا , لملمت ساعتى و هاتفى و مفتاح السياره و أنخرط داخل التجمع الذى لم يهدء للحظه و مازال يرقص , اختفيت حتى تأكدت انها بعدت عن طريق الخروج , خطوه ثم خطوه ثم الثالثه وجدتها امامى !

   تنظر بحنيه ام تحتفل بمولد ابنها الاول , , ترقرقت عينها بالدموع و اقتربت لمسافه شهر من الزمن , ارتمت فى حضنى ام انا من ارتمى , لا اعلم , تركت الموسيقى تتخلل جسدى و ذوبنا بين البشر .. 

وحدن بيبقوا .. متل زهر البيلَسانْ
وحدهُــن بيقطفوا .. وراق الزمــانْ
بيسكروا الغابة ..
بيضلهُــن متل الشتي يدقوا على بوابي 

يازمــــــــان .. يا عشب داشر فوق هالحيطان 
ضوّيت ورد الليل عَ كتابي 
برج الحمام مسوَّر وعالي 
هَجْ الحمام بقيت لحالي 

يا ناطرين التلج ما عاد بدكن ترجعوا 
صَـــرّخ عليهن بالشتي يا ديب بلكي بيسمعوا 

وحدن بيبقوا متل هالغيم العتيق 
وحدهُـــن وجوهُـــن وعتم الطريق
عم يقطعوا الغابة ..
وبايدهن متل الشتي يدقوا البكي وهني على بوابي .
يازمَــــــــانْ ..
مــن عمــر فَــيّْ العشـــب عَ الحيـطــــان
من قبل ما صار الشجر عالي 
ضوي قناديل وبنطر صحابي 
مرّوا وفلّوا بقيت عا بابي لحالي

يارايحين وتلج ما عاد بدكُن ترجعوا 
صرخ عليهُن بالشتي ياديب بلكي بيسمعوا

هناك 3 تعليقات: