لن أهرب من كُل ما فات , كُل ما رميته خلف ظهرى مازال موجود , أنت فقط لا تنظر , أنا أيضا لا أنظر , لا أريد أن أهتم , أتخذ قرار السعاده حتى تُصبح عاده فى حياتى , و لكن ماذا سيكون الحال عندما تأتى أحلامك بكل ما يوجد خلف ظهرك , كُل ليله حلم جديد و حدث قديم يطرق باب ذاكرتى و يعلن حضوره بكل ما يحمله من تشوهات و أحزان , انا أحلم كُل ليله , المعاناه مستمره حتى أثناء النوم , أتقلب قلقا أكثر من عاذب بلغ الثلاثين و يتمنى أن يستيقظ يوما ليجد بجانبه أنثى فى الثامنه و العشرين من عمرها !
منذ ثلاثه سنوات حتى الأن أستمع إلى ياسمين حمدان فقط لا غير , وحدها هى من تستطيع أن تعبير عن ما بداخلى , أيضا الموسيقى التى تُعزف خلفها تأخذنى إلى عالم موازى أنا به أشعر بالراحه , لن أتحدث عن جمالها بصفه عامه و عن شفتيها بصفه خاصه , لأن هذه أشياء أنتهى فيها كُل الكلام و بقى التأمل فى صمت !
عوده إلى عالمى البائس , لن أهرب فيه من وجع الاسنان الذى أصبح يرافقنى أكثر من ظلى و لن أهرب من دواء معدتى و أخيرا لن أهرب من اليوم الذى سوف أخسر فيه نهائيا شخص ما , وحدتى مازالت مستمره كما أن الثوره مستمره , فقط غيرت بعض المفاهيم تجاه بعض الاشياء لكى أستطيع أن أستمر فى هذه الحياه بدون أن أصاب بسكته قلبيه أو جلطه فى المخ أو أرتفاع فى ضغط الدم و لكن مازالت الوحده مستمره !
مازلت لا أتحدث إلى أحد و مازال لا أحد يتحدث إلىِ , بعد خروجى من الصومعه أصابنى شعور أننى أصبحت متاح أكثر من اللازم , كموديل يرتدى ملابس معروض داخل فاترينه محل بشارع ممتلئ بالبشر , كُل واحد منهم ينظر إلى موضع قدمه لكى يرى الخطوه التاليه , لا مجال للنظر إلى ذلك البائس المعروض بالفاترينه , كثيرا أفكر فى سبب هذه الحاله و لكن لا أجد سبب مقنع , ربما هذه طبيعتى , ربما يوجد سر خفى وراء وجودى فى هذه الحاله , من يعانون من الوحده لا يتحدثون أو يجهرون بمشاعرهم الحقيقيه أمام الناس , خوفا من رد فعلهم !
فقط يتحدثون إلى الورق كلما ضاق بهم الحال , لماذا أهتم إلى رأى الناس ؟! , هل هذه حياتى أم حياه الناس ؟! , هل أنا من أعانى أم الناس ؟! , هل أنا من يكتب هذا الكلام أم الناس ؟! , هل أبدو كشخص يهتم برأى الناس فى شئ ؟!
منذ يومين كُنت أجلس مع صديقتى , نشرب الليمون و النسكافيه و نتحدث عن أمور حدثت منذ زمن طويل و نتحدث عن أننا منذ أربعه سنوات كُنا سعداء , أما الأن فنحن أشخاص مختلفون كليا , لا نعرف شخصيتنا القديمه ولا طباعنا ولا حتى نعرف نعيد ضحكه بصوت عالى من ضحكات تلك السنوات المنسيه , خلال فتره الانتقال تغيرت بداخلنا أشياء كثيره , يوجد منا من وجد طريقه و أرتاح فيه و قابل شخص سيذهب معه إلى إى مكان !
و يوجد البعض الاخر الذى مازال ينتظر أى طريق سيسلك و مع من ؟! , هل سوف أذهب وحدى كعادتى أم سيوجد من يأتى معى ؟! , التجربه أثبتت أننى بارع فى خساره من يقتربون منىِ , حاليا أعمل على تغير ذلك الشئ بداخلى , فأنا بطريقه أو بأخرى أريد شخص بجانبى , فقط نستمع إلى بعض , لا أنتظر منه شئ ولا ينتطر منىِ شئ !
لن أهرب من الاشياء التى تنتظرنى , لن أهرب من دخول شخص جديد إلى حياتى و لن أهرب من خروج أخر و لن أهرب من عوده من رحل منذ سنوات و لن أهرب من مواجهته !
البعض يعتقد أن من يختفى و ينزوى بركن بعيد وحده , هو أنسان ضعيف و قليل الحيله , لجئ إلى الابتعاد خوفا من مواجهه الناس و الحياه ...
هؤلاء أقول لهم ...
النمره غلط يا عماد ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق